مدونة خاصة .. للمشرف التربوي عبد العزيز الدقيل نقدم فيها كل ما يهتم بالتربية الفنية بشكل عام ( الفن المعاصر والتربية الفنية للفئات الخاصة ..ذوي الاعاقة ، والعلاج بالفن التشكيلي .

عن المدونة

الأحد، 15 يناير 2012

الرسم لغة التواصل لأطفال التوحد ..

الرسم والتلوين هو نشاط يحتاجه الطفل لتنمية قدراته الذهنية وتطوير أفكاره وإثراء خياله، فالتعبير بالرسم عند الطفل العادي يشبه إلى حد ما اللعب التخيلي فبالرسم يستطيع الطفل أن يتخيل ويعبر عن الأشياء المحيطة به وهي في الغالب أشياء واقعية أو شبه واقعية وإذا كان هناك فوائد تعود على الأطفال العاديين من خلال التعبير بالرسم ، فإنه من المؤكد أننا نستطيع توظيف هذه النقطة لفائدة أطفال التوحد، إذ غالباً ما تؤدي الإصابة بالتوحد إلى صعوبة التواصل مع الآخرين ، والرسم يحتاج إلى قدرات فنية تساعد الطفل التوحدي على أن يتعود على التفكير عن طريق اللعب بالألوان والتعبير بالرسم ولا شك أن اثر ذلك يكون واضحا في المستقبل ومن المعروف بأن في التدخل المبكر نحصل على نتيجة أفضل وأسرع وهناك طرق أخرى للرسم تسارعت في العقود الأخيرة ألا وهي الرسم بالكمبيوتر حيث تعددت البرامج الخاصة بالرسم ومنها ما صمم للأطفال ذو القدرات المحدودة وهذه البرامج تلاقي استحسانا واهتماما من الأطفال التوحديين.
وإذا أردنا الاستفادة من الرسم والتلوين لزيادة تواصل الأطفال التوحديين فأنه يجب علينا التعرف على الخصائص الفنية لرسوم الأطفال التوحديين، إذ يتميز الأطفال التوحديين بخصائص لرسوماتهم تختلف عن رسوم الأطفال العاديين يجب على معلم التربية الفنية وكذلك أولياء الأمور الذين سيمارسون تدريب الأطفال التوحديين أن يكونوا على دراية وعلم بها ومن أبرز هذه الخصائص كما أوردته (نوف الحارثي، في دراستها الخصائص الفنية لرسوم الأطفال التوحديين) والتي قارنت فيها بين مجموعة من رسوم الأطفال العاديين ورسوم أطفال التوحد من نفس الفئة العمرية وتوصلت من خلال دراسة النتائج إلى أن خصائص رسوم الأطفال التوحديين تتمثل في عدة خصائص منها، أن رسوم أطفال التوحد قليلة العناصر في جميع الموضوعات التي تطرح لهم فقد تقتصر معظم رسومهم على عنصر واحد فقط أو عنصرين أو ثلاثة على الأكثر ، كما أن رسوم أطفال التوحد تحتوي على عناصر قليلة جداً، فالطفل التوحدي يظهر عدم اهتمامه بالتفاصيل، مما يؤكد على إخفاقه في الانتباه إلى الأشياء المحيطة به، فهم يعانون من مشكلات معرفية شديدة تؤثر على قدراتهم الإدراكية وعلى فهمهم للأمور، وقد تظهر على رسومهم الطابع الهندسي في بعض العناصر، ونلحظ أن العناصر الموجودة في رسومهم عبارة عن رموز مسماه، وعادة لا يوجد في رسومهم أي تفاعل بين العناصر، وقد يرجع إلى قلة العناصر المرسومة وإلى خصائص الطفل التوحدي فيعدم قدرته على إدراك العلاقات بين الأشياء المحيطة به، وعلى التواصل مع الآخرين والتفاعل معهم، كما نجد أن بعض رسومهم خاليه من خصائص المدرك الشكلي كالمبالغة والتسطيح، ورسم خط الأرض ، ومن أي تمثيل زماني، أو مكاني معاً .ونرى اعتمادهم على الناحية البصرية في رسومهم للعناصر بدلاً من الناحية المعرفية، ويرجع ذلك لقدراتهم المعرفية المحدودة التي تؤثر على قدراتهم الإدراكية وعلى الفهم والمرونة والإبداع ، ويظهر الطفل التوحدي في رسومه التحريف في بعض العناصر والشفافية والجمع بين اللغة الشكلية واللفظية ، كما تمثل رسومهم عناصر الموضوع المطلوب منهم أحياناً، والبعض منهم توحي العناصر بالموضوع، ويرجع ذلك إلى مستوى قدرة الأطفال التوحديين العضلية أو العقلية .
عبدالعزيز الدقيل

0 التعليقات:

إضغط هنا لإضافة تعليق

إرسال تعليق

Blogger Widgets